Monday, January 2, 2012

الألعاب الإلكترونية ... و غياب الرقابة على الألعاب





الألعاب الإلكترونية  هي أحدى أكثر وسائل المتعة الحديثة تطورا و نجاحا ، فالتطور الذي وصلت إليه الألعاب الالكترونية في اواخر التسعينيات و بداية الألفية الجديدة كان سريعا و خاطفا ،  و كثير من عشاق الألعاب كانوا و مازالوا يطالبون بأن تصنف الألعاب الإلكترونية على أنها الفن الثامن ، لأنها تعطي للاعب تجربة فريدة لا توجد في مثيلاتها من وسائل المتعة الأخرى كالكاتب و الأفلام  و الرسم و الموسيقى ، فهي تجمع كل تلك الفنون في إطار.


فمن خلال الألعاب الإلكترونية يمكن للاعب ان يعيش اجواء القصة بشكل تفاعي لا تخضع إلى مسار ثابت في كشف اسرارها ، بل تختلف باختلاف شخصية اللاعب ، و قد تصل إلى بعض الأحيان إلى تغيير منحى القصة بشكل جذري بناء على القرارات التي تتخذها اثناء سير القصة، و الموسيقى تخلف بشكل ديناميكي بين المواقف و الأحداث و الأفعال التي تقوم بها في اللعبة ، ولا تخضع إلى نسق أو وتيرة ثابته أبدا ، و الأسلوب الفني في الرسوم يختلف باختلاف البيئات و المناطق و مواضيع اللعبة  .




... يمكن من خلال بعض الألعاب (Skyrim, Dragon Age,FallOut3, Mass Effect …)  ان تلعب دور البطل المغوار ، الذي يساعد جميع الناس و يحارب من أجل العدالة و تحقيق السلام، أو الطاغية المخرب الذي يسعى إلى السيطرة على العالم و تدمير كل من يقف في طريقه ، و ذلك من خلال قرارات مصيرية تتخذها اثناء فترة اللعب الكلية .

 مثلا ، في لعبة FallOut3 ، في احدى المهمات ، يطلب منك أحد الأثرياء الاشرار إصلاح جهاز التدمير للقنبلة الذرية الموجودة في أحدى البلدات و من ثم تفجيرها، حتى يقوم بسد جوعه المنحرف في رؤية الدمال المخلف وراء التفجيرات النووية.




 و بالمقابل يطلب من شريف تلك البلدة إبطال جهاز تدمير القنبلة  و إزالته بشكل نهائي حتى لا يعبث به أحد و يضمن بذلك سلامة أهل البلدة .

 و يبقى الخيار الأخير لك، إما في أخذ الأموال الطائلة و شراء أقوى الأسلحة و الذخائر المتوفر بسهولة ويسر ، و التسبب بقتل بلدة بأكملها من أطفال و نساء و رجال ، و مسحها من الوجود .






أو يمكن ان تكسب حب اهالي البلدة بإبطال مفعول القنبلة بشكل نهائي ، و ضمان ان سلامة الجميع و ولائهم.

و هذا مثال بسيط عن نوعية القرارات الأخلاقية التي تواجه اللاعب في ألعاب الفيديو الحديثة ، و التي غالبا ما تعكس طبيعة اللاعب الشخصية ، أو انها قد تنمي أفكار و توجهات خاطئة أو (غير سوية) في الشخص و تصبح جزء من شخصيته إذا ما استمر بالتعامل مع المواقف المشابه بالطريقة الخاطئة .







و هناك الكثير من الألعاب التي تم صنعها من قبل اشخاص ملحدين أو من ديانتا و معتقدات أخرى ، و يتم عرض أفكارهم و توجهاتهم من خلال القصة بطرق ملتوية و بشكل مخالف لتعاليم  ديننا الحنيف و معتقداتنا الإسلامية ، فترى بعض القصص في تتكلم عن الذات الإلهية بشكل غير لائق ، او تروج لفكرة تناسخ الأرواح ، او  تصل إلى بعض الأحيان بجعل الشخصية الرئيسية في اللعبة (الشخصية التي تعلب بها) شخص لا يؤمن بوجد الله (استغفر الله) ، وذلك من الناحية الدينية .








 فد ترا في بعض الألعاب الأخرى كلعبة   Grand Theft Auto الترويج الصريح و الواضح للعنف الغير مبرر ، و الإباحية الواضحة و الافكار الإجرامية كسرقة السيارات و بيع المخدرات و قتل المنافسين في تجارة المخدرات و القمار و العديد من هذه الأمور التي لا تخطر على بال إلى شخص عادي ، بالإضافة إلى الدعوات العنصرية المنتشرة بها و التي يتم التلفظ بها باللعبة و كأنها كلمات عادية ، فمثل هذه الألعاب لها تأثير كبير جدا على من يلعبها بمختلف الطرق .





لذى ، ترى في الدول الغربية و أمريكا الشمالية و بعض الدولة الأسيوية و استراليا و نيوزيلندا خضوع جميع الألعاب الإليكترونية إلى تقييم من قبل لجنة وطنية متخصصة في تقييم الألعاب و تحديد الفئات العمرية المناسبة لهذه الألعاب ، وطبعا تختلف معايير التقييم من بلد إلى بلد لاختلاف الثقافات و المعتقدات و المجتمعات .


يوجد العديد من انظمة التقييم المستخدمة حاليا ، يستخدم نظام CERO في اليابان (Computer Entertainment Rating Organization) و نظام ESRB(Entertainment Software Rating Board) في الولايات المتحدة و كندا، و نظام PEGI (Pan European Game Information) في الدول الأوروبية، و GRB (Game Rating Board) في كوريا الجنوبية، و USK (Unterhaltungssoftware Selbstkontrolle) في ألمانيا ن و العديد من أنظمة التقييم الخاصة بالألعاب .

 والجدير بالذكر بأن جمهورية أيران هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تملك نظام وطني خاص لتقييم الألعاب قبل صدورها في الأسواق الإيرانية و المسمى ESRA (Entertainment Software Rating Association)،  و توجد أيضا دولة أخرى في المنطقة تملك نظام تقييم للألعاب لكن لا اريد ذكر اسمها .

تقسم الألعاب إلى فئات بحسب محتوياتها ، و طبعا تختلف التقسيمات من دولة (أو نظام) إلى دولة أحرى ، و لكن يبقى الإطار العام موحد تقريبا بين الجميع .

يتم تقسم الألعاب إلى 5 إلى فئات تقريبا، و تصنف بشكل عام ابتداء من الأسفل الترتيب
-    G عام (تصلح لجميع الفئات العمرية) مثال : Super Mario , Sonic, Jak and Daxter
-    PG رقابة الأهل ، و هي مشابه للفئة التي تسبقها بوجود بعض عناصر الأكشن الإثارة (تصلح لمن هم أكبر من 10 سنوات) مثال :    Earthworm Jim
-     T للمراهقين ، تصلح للفئات العمرية التي اكبر من 13 سنه  فقط مثال : Ico , Shadow of the Colossus
-    M  للبالغين ، تصلح لمن هم اكبر من 18 سنه فقط  مثال : Skyrim,   L.A. Noire,
-    AO للبالغين فقط ، و هي مخصصة فقط للألعاب ذات الطابع العنيف جدا أو الإباحية ، و لا يوجد جهاز ألعاب منزلي على الإطلاق سمح بإصدار مثل هذه الفئة على منصته.

و هذه الأنظمة وضعت لهدف واحد فقط ، ضمان تقييم الالعاب بشكل نظامي و واضح بحيث يتم تحديد الفئات العمرية المناسبة لكل لعبة للتأكد من عدم وقوعها بأيدي من قد يتأثروا بها بالشكل الخاطئ كالأطفال مثلا في ألعاب الأكشن و ضعاف القلوب لألعاب الرعب ، و منع الألعاب التي تتجاوز المحظور في محتوياتها كالألعاب الإباحية من دخول الدولة بشكل نهائي .

فإذا كانت الدول الغربية تضع أنظمة و قوانين لمراقبة و تصنيف الألعاب ضمانا و حفاظا لمجتمعاتهم.

فبات من الواجب علينا و على الجهات المعنية عن رقابة المواد الإعلامية و الترفيهية في معظم الدول الإسلامية و العربية من وضع معايير واضحة و مستنبطة من مفاهيم ديننا الحنيف لراقبت الألعاب الإلكترونية التي تدخل دولنا ، حتى لا يتم استخدامها بالطرق السيئة و الغير سوية ، و ضمانا لمعتقداتنا من التشويش الخارجي ، و حفاظا لأبنائنا و شبابنا من الانسياق وراء بعض الأفكار المغلوطة في بعض الألعاب .

و دمت سالمين